الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)
.المبحث الرابع: مصر والحرب القادمة: تحت عناوين رئيسية كتب المؤلف- رحمه الله:- (هل يمكن أن يتحول شعب صلب إلى طبقة من الجبناء؟).- (مصر في الطريق إلى كامب ديفيد).- (تخريب مصر من الداخل).- (عزل مصر عن محيطها العربي).- (خلق شلل في وظيفة مصر الإقليمية).- (توريط بقية الدول العربية في كامب ديفيد، والحرص على تجزئتها وحصارها).- (البدء الجدي في إنشاء إسرائيل الكبرى).- (مبادئ سياسة الدول الكبرى في التعامل مع مصر، وتدور حول عناصر أساسية منها).- (سيادة مفهوم التوتر والاضطراب في مصر).- (إسرائيل تستعد لحرب قادمة حول عام 1995 م!!).- (الحرب القادمة سوف تذكرنا بالانفجار النازي في أوربا).- (تحالف بين إسرائيل والدول غير العربية، لتمزيق المنطقة العربية- وقد حدث ذلك عام 1991 م أثناء حرب الخليج).- (هل هناك خطة معينة بدأ الإعداد في تنفيذها للإعداد لميدان المعركة؟).- (ماذا نستطيع نفعل؟).مصر والحرب القادمة:تحت هذا العنوان كتب الأستاذ الدكتور/ حامد عبد الله ربيع مجموعة من المقالات قدم لأولها بقوله:في تاريخ كل أمة لحظة معينة، فإذا بها تصاب بنوع من الغشاوة الحقيقية، تضطرب مفاهيمها، ويصيب مدركاتها عدم الوضوح، ويسيطر على عقلها عدم الصلاحية، أما قيادتها بجميع مستوياتها، فهي مهلهلة، لا تدرى أين الطريق الصحيح، قيادات سياسية فقدت الحياء، وقيادات عسكرية يصيبها الترهل.أما عن القيادات الثقافية، فهي لا تعدو مجرد أبواق تهلل وترقص وتطبل.إن إطار القيم الذي يبلوره الأمن القومي هو وحده الذي يحدد العدو، ويفصله عن الصديق، وينظم مراتب العداوة، وكذلك مراتب الصداقة، وهذه القيادات المثقفة تتحول سواء بدعوى السلام العادل، أو نتيجة لعدم الوعي الحقيقي إلى صفّاقة يزينون كل زفة، وظيفتهم لم تعد قيادة العقل القومي، وإنما هز الأرداف والدق على الطبول، والقيادات العسكرية التي من طبيعتها التقشف والصلابة تحولت إلى مجموعة من الموظفين، يلهثون وراء المكاتب المكيفة، البعض يصل به الأمر إلى نعت هذه الطبقة بالخيانة، ولكن هل من الممكن تصور أمة كاملة تعيش الخيانة دون صوت واحد يرتفع مردداً حقيقة التقاليد؟. الأمر الجدير بالتساؤل: كيف يحدث هذا التطور؟، فإذا بشعب قوى صلب يتحول إلى طبقة من الجبناء، الذين لا هم لهم إلا تشويه الحقيقة؟.وقد قدم الكاتب رحمه الله نموذجين للتدليل على تشخيصه لداء قد تعانى منه أي دولة من الدول، وهو تشخيص ينطبق على غالب بلاد العالم العربي. وهو داء الجبن، ثم تساءل الكاتب: هل سوف يقدر لنا أن نعاصر نموذجاً آخر في الأعوام القادمة يأتي هذه المرة من الشرق الأوسط؟.والنموذج الذي ذكره الكاتب، هو نموذج فرنسا قبل الحرب العالمية الثانية، لم يعد أحد يتحدث إلا عن السلام، بينما ألمانيا المهزومة تستعد للانتقام في اللحظة التي أجبرت فيها على توقيع معاهدة فرساي ودفعت الأمة الفرنسية ثمن ذلك خمسة أعوام من الاحتلال، وعدة ملايين من القتلى، دون الحديث عن التخريب والتخلف.وتساءل الكاتب: لماذا حدث ذلك؟، وقدم أسباباً ثلاثة لما حدث لفرنسا:الأول- الترهل في القيادة السياسية، والفساد الذي تسلل إلى جميع عناصرها.الثاني- الإرهاق الذي أصاب القيادة العسكرية والفساد الذي تسلل إلى جميع عناصرها.الثالث- اختفاء أي ضغط من الشعب الفرنسي على القيادة لتستيقظ وتواجه الخطر الذي يقع على حدودها.وختم الكاتب عرضه بقوله: أحد المعاصرين الذين وصف الشعب الفرنسي بقوله: إن فرنسا تموت فلا تقلقوا نزعها الأخير.مصر في الطريق إلى كامب ديفيد:ثم تحدث الكاتب عن النداء الذي جاء القاهرة عبر الحدود بضرورة إنهاء الحرب بين مصر وأعدائها في المنطقة- يقصد اليهود- ووضع إطار شامل للسلام بين جميع عناصر هذه المنطقة- أي بين اليهود الذين اغتصبوا فلسطين، وبين بقية الدول العربية- وبناء نظام جديد أكثر تحضراً؟ لأن العالم لم يعد في حاجة إلى قتال... واستجابت أصوات من القاهرة لهذا النداء... ووقعت كامب ديفيد، وكان التطبيع بين مصر واليهود بمباركة أمريكية أوربية.وبعد خمسة عشر عاما من استجابة النظام المصري لمبادرة السلام اليهودية الأمريكية، حاول الكاتب تقويم الأحداث التي وقعت أثناء هذه الفترة بهدوء وعقلانية، وتساءل عن خصائص السياسة الإسرائيلية في المنطقة بعد حرب أكتوبر 1973: هل هي تعبير عن قناعة بهذا الحديث عن السلام، وبناء إطار جديد للتعامل أساسه حسن الجوار؟. وعرض الكاتب للمبادئ التي سيطرت على سياسة تل أبيب منذ بدء هذه الفترة حتى اليوم- منذ عام 1974 وحتى عام 1989- هذه المبادئ- كما يقول الكاتب: معلنة وواضحة وليست في حاجة إلى مناقشة.وفى سبيل تحديد هذه المبادئ طالب الكاتب القارئ أن يميز بين دوائر ثلاث:- دائرة العلاقات المصرية الإسرائيلية.- دائرة التعامل الإسرائيلي مع منطقة الشرق الأوسط- العالم العربي.- دائرة العلاقات المصرية الأمريكية.وقدم الكاتب عدة ملاحظات:في خلال هذه الفترة تغير الطاقم الحاكم في إسرائيل، على عكس الموقف قى مصر. حيث إن هذا الطاقم في جوهره لم يتغير.النظرة إلى إسرائيل على أنها دولة تنتمي إلى الشرق الأوسط، ليس فقط بحكم الوجود المكاني والعضوي، بل إنها تاريخيا وحضاريا جزء لا يتجزأ من تلك المنطقة، وهذه عناصر هذا الخلاف، وهكذا وصلت الانتكاسة بالإنسان العربي، السرطان اليهودي ليصبح جزءاً من الجسد العربي الإسلامي.ثم تحدث الكاتب عن العلاقات المصرية الإسرائيلية بقوله:إن المبادئ التي سادت تلك العلاقات من الجانب الإسرائيلي:أولاً- تخريب مصر من الداخل.ثانياً- عزل مصر عن محيطها العربي.ثالثاً- خلق شلل في وظيفة مصر الإقليمية.أولاً- تخريب مصر من الداخل:ذكر الكاتب: أن مبدأ التعامل مع الخصم من الداخل لتقييد فاعليتها الدولية ليس جديدا في نظرية العلاقات الدولية، فأول من وضع هذا المبدأ النظام النازي من خلال خلق ما أسماه بالطابور الخامس، ولكن كيسنجر عاد ليوظف هذا المبدأ من منطلق آخر، أساسه العلاقة العضوية بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، حيث نظر إلى السياسة الخارجية على أنها أداة تنفيذ السياسة الداخلية، السياسة الإسرائيلية تلقفت هذه التقاليد وأحالتها إلى خطة كاملة للحركة:أ- فهي تبحث عن جميع عناصر الضعف في الجسد الداخلى- مصر- وتعمل على تضخيمها. والضعف في الجسد المصري مرده عنصران أساسيان:- الأزمة الاقتصادية من جانب، وأزمة السياسة من جانب آخر، فمصر تعيش حالة من الانهيار الاقتصادي الذي بدأ مع حرب 1967، وهو يسير في خطوات متتابعة.- أزمة القيم تعود إلى ذلك التحول المفاجئ في ترتيب عناصر الأمن القومي، وهى تتعامل مع هذين العنصرين بطرق غير مباشرة بتخطيط واضح، أساسه إضعاف الجسد إضعافا حقيقياً.ب- كذلك فهي تتعامل مع عناصر التغيير... إن أي مجتمع قوى لا يتوقف عن التطور والمتابعة الجادة والمستمرة في التعامل مع المتغيرات المتجددة , وعناصر التغيير في أي مجتمع لا تعدو ثلاثة- في وجهة نظر الكاتب- الشباب، والعقول، والقيادات.الشباب بطبيعته متحفز، والعقول وظيفتها الحقيقية هي التجديد والإبداع، والقيادات لا تصير كذلك- إن لم تكن مستعدة- لأن تقود فئات المجتمع في مسالك جديدة، تسمح بحل مشاكلها دون أن تفقد تقاليدها. إسرائيل عملت بطرق مباشرة وغير مباشرة على شل العناصر الثلاثة- أي الشباب، والعقول، والقيادات.ثانياً- عزل مصر عن المحيط العربي:في البداية لعب الرئيس السادات على هذا العنصر لتحقيق هدفين:الأول- إقناع الولايات المتحدة بجديته في تلك السياسة.الثاني- إكراه القيادات العربية على محاسبة النفس ومعاودة التفكير، للموافقة على سياسته والسير فيها.الكاتب هنا يعتبر أن هذه الخطوة كانت تكتيكية من الرئيس السادات، ثم أحالها إلى خطة إستراتيجية، والذي يقرأ ما تكشف من الحقائق يدرك أنها منذ البداية كانت خطوة إستراتيجية من السادات لجذب كل البلاد العربية للتوقيع على معاهدة سلام مع العدو اليهودي، وفتح الحدود أمامه وتطبيع العلاقات معه.ولكن الأنظمة العربية ما كانت لتجرؤ على هذا الأمر- في الظروف التي كانت واقعة حينذاك- فالشعوب لا تقبل بهذا، فكان لابد من مرحلة أخرى لترويض الأنظمة والشعوب لقبول الانضمام إلى كامب ديفيد... فكانت أحداث حرب الخليج وغيرها.وانتفع اليهود بهذا التباعد الذي حدث بين مصر وجاراتها العربيات، وسّعوا شقة الخلاف بجميع الوسائل... تارة باسم حماية الوضع القائم، وتارة باسم مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي، وتارة باسم روح اتفاقية كامب ديفيد، عملت إسرائيل بطريق مباشر في وضع مصر في كفة الدول المعادية للمحيط العربي.وحدث أن أصدر الصديق العزيز للرئيس السادات مناحم بيجن أوامره لتدمير المفاعل النووي العراقى، وهو يشكل رصيدا إستراتيجيا للأمة العربية، وهو على أرض مصر- الإسماعيلية- ليحتفل بالصداقة والتعاون بين اليهود ومصر- في عهد السادات- ومصر واقفة لا تبدى حراكا ولا تراجع موقفا ولا تتخذ خطوة- واستفاد اليهود من تجميد السياسة والقدرة المصرية في تصفية المقاومة الإسلامية اللبنانية والفلسطينية التي تشكل عقبة كؤوداً في وجه تنفيذ المخطط الإسرائيلي، بل ووصل الأمر أن تعلن إسرائيل أن معنى اتفاقية كامب ديفيد التخلى عن ميثاق التعاون العسكري والدفاع المشترك بين مصر والدول العربية.ثالثاً- بث الشلل في وظيفة مصر الإقليمية:كان المفهوم السائد في القيادة الإسرائيلية هو تطبيق مبدأ شد الأطراف، ومن ثم فقد اعتقدت تلك القيادة أن خير سياسة يجب أن تتبع من خلق روابط وثيقة متجانسة أساسها التحالف العدائى الضمنى- ضد مصر- مع العواصم الثلاث: طهران، أنقرة، ثم أديس أبابا- الحبشة- أي خلق تكتل ثلاثى ضد المنطقة العربية، وخاصة ضد الوظيفة الإقليمية لمصر، تل أبيب واشنطن طهران أولاً، ثم تل أبيب واشنطن، أنقرة ثانياً، وأخيراً تل أبيب واشنطن أديس أبابا الذي يحرك هذه التحالفات هو إسرائيل، ولكن باستقلال تام في كل تطبيق عن الآخر، مع المشاركة التأمة للولايات المتحدة.ما هو دور مصر الإقليمي من الهند حتى المحيط الأطلسي، ومن البحر الأسود حتى جنوب إفريقيا؟لا توجد سوى مصر تستطيع أن تؤدى دوراً إقليمياً معيناً، فهي بكثافتها السكانية، وقدرتها التكنولوجية، وموقعها الإستراتيجي، حيث تتوسط المنطقة، وحيث قناة السويس، وقدرتها على أن تتحكم في باب المندب- فهي قادرة على أن تتحكم في جميع التعاملات بين أجزاء هذه المنطقة- بما حباها الله به.إسرائيل عملت على تجميد مصر وشل حركتها حتى لا يكون لها دور، وحتى تستطيع أن تقوم هي بهذا الدور، وتدعم وجودها في تلك البقاع من خلالها. ومن ثم فإلى جانب تفريغ مصر من جميع عناصر القوى، وعزلها عن محيطها العربي، يصير حصارها في كل موضع تعودت أن تمارس فيه وظيفة قيادية منطلقا طبيعياً لإكمال عملية التخريب، ليس ضد مصر وحدها، ولكن ضد بقية بلاد العالم العربي والإسلامي، وليس أدل على ذلك من جهود اليهود في أثيوبيا ضد السودان ودعمهم لحركة التمرد.ولكن هلى نجح اليهود في تحقيق أهدافهم؟إذا كانت سياسة مناحيم بيجن- صاحب مذبحة دير ياسين- لم تستطع تطويع الإرادة الشعبية المصرية من الداخل، وتطبيع علاقاته مع دولة وادي النيل، فإن سياسة من جاءوا بعده- والتي أساسها العمل على شل القدرة والفاعلية المصرية بأي معنى- من معانيها- قد حققت نجاحا في هذا السبيل... ويجب أن نعترف بهذا الخصوص أنها- أي السياسة الإسرائيلية فعلاً- نجحت واستطاعت أن تغسل عقول الطبقة المثقفة، واستطاعت أن تخلق أدواتها في داخل مصر وخارجها، تارة بوعى حقيقي، وتارة بلا وعى. عملية دق الطبول، وزف القيادات، والرقص على الحبال، وتلميع التفاهات في مصر وخارج مصر.ثم عرض الكاتب رحمه الله لسياسة الدولة اليهودية في منطقة العالم العربي يحرص الكيان اليهودي المغتصب لفلسطين على:أولاً- توريط دول المنطقة القوية، فقد ورطت مصر في اتفاقيات كامب ديفيد- هذا الكلام عام 1989- وقد تورطت بقية الدول العربية في كامب ديفيد في مؤتمر مدريد يناير 1991، ثم أوقعت الأسد في مستنقع لبنان، وأكملت الطوق بدفع العراق للصدام مع إيران وأوقعت الدول العربية كلها في الصدام على أرض الكويت مع العراق في 1991.ثانياً- تدعيم تجزئة جميع دول العالم العربي بلا استثناء، ذاك الذي حدث في لبنان نموذج لما سوف يحدث خلال الأعوام القادمة في جميع الدول العربية.ثالثاً- ويكمل ذلك البدء الجدى في إنشاء لإسرائيل الكبرى، غزو لبنان وضم جنوبه ليس سوى خطوة سوف تعقبها خطوات أخرى. إسرائيل تسير في سياسة توسع واضحة أفقياً ورأسياً، التوسع الأفقى بالضم استعداداً لمرحلة الضم الرأسى، حيث يحدث من جانب هضم ذلك الذي تم الاستيلاء عليه، ومن جانب آخر لعملية تهويد كلية وشاملة.حدث ذلك نسبياً في منطقة الضفة والقطاع، وسوف يحدث في جنوب لبنان والبقية آتية، مع العلم أن الانسحاب من سيناء لا يعنى عدم إمكانية العودة.ثم تحدث الكاتب عن دائرة العلاقات الأمريكية المصرية:مبادئ السياسة الأمريكية في التعامل الحالي مع مصر (1989) تدور حول مفاهيم أساسية:1- سيادة مفهوم التوتر والاضطراب في مصر.2- استخدام إسرائيل كأداة أساسية في السياسة الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك علاقة واشنطن بمصر.3- معاملة مصر على أنها حظيرة لكلاب الحراسة، وليس أكثر من ذلك.4- إخضاع التعامل الاقتصادي مع مصر، لنفس فلسفة التعامل مع الدول المحيطة بجنوب إفريقيا.المفهوم الأول: يعكسى مفهوماً خطيرا في السياسة الأمريكية، سيادة التوتر والاضطراب في مصر، وهذا كشف عنه رجل المخابرات (كونساليز) القادة الحقيقيون للعالم، حيث قال: لقد كانت الفكرة السائدة ضرورة السعي نحو تحقيق نوع من الاستقرار في المنطقة؟ لأن هذا لصالح عملية الاستثمار واستنفاد ثروات المنطقة، النظرة الجديدة والتي مبعثها الإدراك الإسرائيلي مختلفة... وتقوم على خلق درجة معينة من عدم الاستقرار والاضطراب الذي لا يصل إلى حد الثورة، أي عدم الاستقرار والاضطراب المنضبط هو خير وسيلة إستراتيجية أن تتبع، إنها تسمح بضبط الحركة والإكراه على الاهتمام بالمنزل الداخلي.المفهوم الثاني: والذي هو محور السياسة الأمريكية، أن العلاقة بين إسرائيل وواشنطن أضحت علاقة عضوية، حيث تصير إسرائيل مقدمة الحربة للسياسة الأمريكية. إسرائيل لن تصير مجرد دولة في المنطقة، ولكنها تصير أداة واشنطن للتحكم في دول المنطقة، بل سوف تصير أداة الإمبراطورية الأمريكية في منطقة شرق البحر المتوسط.ثم تساءل الكاتب عن السياسة الإسرائيلية في خلال الأعوام القادمة:هل تؤمن إسرائيل بسياسة مستقبلية تتفق مع مفهوم السلام؟، وأجاب الكاتب- رحمه الله:أولاً- إسرائيل تستعد لحرب قادمة، والتقارير الصادرة عن مراكز الدراسات الإستراتيجية في تل أبيب وغيرها تحدد ميعاد تلك الحرب، حول عام 1995 لماذا؟ لأسباب معينة قال المؤلف: إنه سوف يعرض لها بالتفصيل.ثانياً- إن الحرب القادمة سوف تذكرنا بالانفجار النازي الذي لم يترك دولة في أوربا دون أن ينالها من تلك الحروب الرذاذ، كذلك فإن هذه الحرب لن تترك دولة واحدة من دول الشرق الأوسط دون أن تتعامل معها، بل إنها قد تقود إلى مفاجآت محورها تحالف بين إسرائيل والدول غير العربية في تمزيق خريطة المنطقة العربية.ثالثاً- إنه في انتظار هذه الحروب هناك خطة معينة قد بدأ في تنفيذها للإعداد لميدان المعركة.رابعاً- القيادة الإسرائيلية التي سوف تتحكم في هذا التطور (*) ليست القيادة السياسية الحزبية، ولكنها القيادة العسكرية المهنية.فهل تستطيع مصر أن تقف إزاء ذلك التطور... موقف السلبية؟ وماذا تستطيع أن تفعل؟. |